الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

اللحيـة ودرامــــا الـرعـــــب!!




قرر الشاب (م.ع( الاختفاء عن أصدقائه ومحبيه لبضعة أشهر لحاجة سامية في نفسه, ولما تملكه الشوق واستحكم من قلبه قرر العودة إليهم, وكله أمل أن يتقبلوه وهو بوضعه الجديد! وكيف لا يقبلونه وهو ابن حارتهم ورفيقهم في الطفولة والصبا وزميلهم في كل مراحل التعليم؟. وما أن رأوه حتى قال قائلهم: ماذا أصابك؟هل خرجت من السجن؟وقال الثاني: ما مثلك إلاَّ المجانين وقف أمامهم مستغربا ومتسائلا, أبهذه الكلمات يكون الترحيب عجبا من صحب وأحباء.لماذا يا شباب؟ وهل شكلي يدل على ما وصفتموني به؟ وما الذي تغير فيّ؟ هل ساءت أخلاقي؟ هل أخطأت على أحد منكم؟ أرجوكم مالذي تغير فيَّ وكان سببا في انزعاجكم ؟ولكم عليَّ إصلاحه فورا شريطة أن يكون مقبولاً.أنظر إلى المرآة وافحص وجهك وستعرف مالذي تغير فيك ؟ أتقصدون لحيتي هي التي أزعجتكم وجعلتكم تطلقون عليَّ تلك المصطلحات "مجنون" "خارج من السجن",سبحان الله!! .


نعم إنها لحيتك أيها الشاب هي التي جعلت الناس يسخرون منك, وهي التي جعلتك غريبا بين أهلك وأصدقائك ومجتمعك, وتلك الكلمات لم يقلها أصدقائك وأحبابك فقط,,ولم يقلها المجتمع وحده, بل قالها الإعلام من قبلهم وربطها بكل ما هو سيئ فإن أصدقائك والمجتمع وللأسف هم ممن صنعهم الإعلام وعبأهم التعبئة الخاطئة ضدك وضد الكثيرين من أمثالك.



ومن المؤسف حقا والمؤلم أن إعلامنا صوركل من استن بسنة رسول البشرية - صلى الله عليه وسلم - فأطلق لحيته صوره بالمجرم القاتل, السارق المحترف, الإرهابي مصاص الدماء, ففي كثير من المسلسلات الهدامة يظهر المجرمون والمجانين والدجالين ملتحين, ولمروجي هذه الشبه أهداف غير سوية. فإطلاق
اللحية للرجل إضافة إلى كونه أمرا شرعيا لا جدال فيه ولا مراء, فاللحية أيضا ميزة ظاهرة للرجل السوي, بل إنها تكسبه مظهرا جميلا ورونقا وبهاء, إضافة إلى مسحة الوقار والحشمة والرجولة, وكيف لا تكون كذلك وهي من لوازم الفطرة النقية, وهي من لوازم الصورة التي أرادها الله سبحانه وتعالى للرجال من خلقه, ليكونوا في التصوير والتركيب الحسن الذي أراده , قال تعالى"يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك*في أي صورة ما شاء ركبك" ويقول تعالى"هو الذي صوركم فأحسن صوركم".



إن الإعلام أمانه في أعناق ذوي الاختصاص حيث وأنه قد أصبح اليوم يلعب الدور الأكبر في مسيرة الشعوب, يتدخل في مجمل شؤون حياتهم كأفراد ودول, يحسن القبيح ويقبح الحسن, فالإعلام يعتبر رافدا ثقافيا تستقي العقول منه حالة نهمها المعرفي و إرادتها التشبع بالمعلومة و إذا لم تكن العقلية المتلقية فاحصة لما يلقى عليها فإنها تصاب بلوثـة معرفية يصاحبها لوثـةأخلاقية لاسيما أن أكثر العاملين فيها أدوات لتحقيق أغراض الأعداء سواء علموا أو جهلوا يسوِّقون الفواحش والرذائل وينقلونه على أنه حب أو فـن للجمهور المتلقي،فعلى المتلقي ألا يعتمد في أحكامه على معلومات تقصد أول ما تقصد إلى الإثارة متجاوزين الحدود المهنية والعلمية و الأخلاقية ف
اللحية عندما تقحم في دراماالرعب و الجريمة لا ينبغي اعتبارها حقائق مسلمة و إلا فيمكننا أن نحكم على أي صاحب أنف أفطس بأنه مجرم أو صاحب شعر أجعد بأنه كذلك ، و أكثر ما يمثل به المجرم في الأوساط الدرامية هو المنتفش الشعر المبعثر اللحية غير المرتب الهيئة أما ذو اللحية المرتبة فإنها لا تعني الذي يعنونه.



لكـم تحــايــاي

مثقــــال الهِـــزَبْـرُ السَّـــامـي